نشيد شكر لمار أفرام السرياني
على نقص افعال شكرنا
نعبدُكَ في كلّ شيءٍ منْ أجلِ حبِّكَ الشامل
إنّكَ تُمَيّزنا الواحدَ عن الآخرِ بأشكالٍ غيرِ منظورة
مُرتَبِطةٍ جوهريّاً بالشكلِ الآدميِّ الواحد
لئلاّ يَقْلَقَ عقلُنا مِن كثرَةِ الرُّبُط
إنّنا نعبُدُكَ، يا مَنْ جعَلْتَنا في العالمِ وأعطيتنا أن نسيطرَ على كلِّ ما فيه
وتُخرجنا منهُ ساعةَ لا نعلَم
إنّنا نعبُدُكَ يا مَن جعلْتَ الكلمةَ في أفواهِنا
لكي نستطيعَ أن نسأل
إنّ آدَمَ يدعوكَ وهوَ يرقُدُ وذريّتَهُ بسلام
فإنّهم جميعاً مُفيدونَ منْ نعمَتِكَ
تُمَجّدُكَ الرّياحُ عندما تسقطُ المياهُ رذاذاً
تمجّدُكَ الأرضُ، تفتَحُ أحشاءَها وتُعطي ثمارَها في مواسِمِها
تُمَجّدُكَ البحار بأفواهِ أمواجها، إذ تُعلِنُ اصواتُها أنَّكَ مُلجِمُها
تُمَجّدُكَ الأشجار، يرغُمُها نسيمُ الرّيحِ على الإزهار والإثمار
تُمَجّدُكَ النباتاتُ بأنواعها والزهورُ بألوانها
وهيَ تمتَصُّ المَطَرَ وبُخارُ الندّى فيُرويها
تجمّعَتْ وتوَحّدَت أصواتُها على تمجيدِكَ
تشُدُّ الواحدةُ الأخرى
مغمورةً بجُملَةِ الخيرات
ومتّحدَةً بسلام، تُبارِكُكَ
تعاوَنتْ جميعُها تُكَوّنُ فعلَ تمجيدٍ لكَ
فعلينا أن نسيرَ نحوَكَ بملءِ إرادتِنا،
وعليكَ أن تَمْطُرَنا قليلاً مِنِ امتلائِكَ
فتَهدينا حقيقَتُكَ، ويزولَ ضعفنا
فمِنْ دونِ عطيَّتِكَ لا نستطيعُ أن نصلَ إليك
يا ربَّ العطايا
Milad Azzi