يقع في الثالث والعشرين من شهر آب تذكار مار اسحق السرياني. ومع الصور التالية تجدون نبذة صغيرة عن سيرة حياته
وُلد القديس اسحق السرياني على الأرجح سنة 596 بمدينة نينوى، وفي فجر شبابه، ترك العالم وكل ما فيه هو وأخاه، وانخرط في سلك الرهبنة بدير مار متى، وبعد أن مارس هذا القدّيس الحياة الرهبانيّة العمليّة هناك وبلغ درجة سامية في الفضيلة، تولّد فيه شوق لحياة السكينة العميقة، وأخذ قلبه يشتعل بجمر السيرة النسكية المنعزلة
فترك دير الشركة وذهب إلى البرية، وعاش متوحّداً في قلاية منفردة، ليتسنّى له التأمّل والاتّحاد بالله. وأثناء توحده في قلايته منفردًا، تسلّم شقيقه رئاسة الدير، ودأب على مراسلته ومطالبته بالعودة إلى الدير الذي عاش فيه حياته الأولى. ورغم عشقه الشديد للبرية، لم يستطع تجاهل دعوة الآب السماوي التي تمت من خلال رؤيا إلهيّة، فترك البريّة وأتى إلى نينوى ورُسِمَ أسقفاً وتسلّم مهمّة رعاية كنيستها
وفي يوم من الأيّام، بعد تسلّمه عصا الرعاية، بينما كان في مبنى الأسقفيّة، جاء إليه اثنان، أحدهما دائن والثاني مدين، وكان الأول يطالب الثاني بالدين الذي عليه، ورغم أنّ الثاني كان يعترف له بدينه ولكن ليس معه المال ليوفيه، طلب القديّس من الأول أن يمهله وقتًا قصيرًا ليؤمّن له المال المطلوب.
فانتفض الدائن وقال للقدّيس "إن لم يفِ هذا الرجل الدين اليوم فإني سأشتكيه إلى القاضي". فأجابه القدّيس: إّنه عليه أن يعمل بحسب وصايا الانجيل، لكنّه أجابه أن يضع الانجيل جانباً، فلمّا سمع هذا الكلام، قال في نفسه: "ماذا جئتُ لأعمل هنا، ما دام هؤلاء الناس لا يسمعون لوصايا الإنجيل؟
وبعد ما تذكر حياته الهادئة الأولى البعيدة عن الاضطرابات، ورأى نفسه مشتّتًا بمسؤوليّات الأسقفيّة، وقارن بينهما، ترك منصبه وتوجه إلى البريّة المعشوقة راجعًا إلى قلايته، وقضى فيها بقية حياته مجاهدًا بثبات ضد الشياطين ومتطلبات الجسد، حتى رقد في الرب عام 700، ودُفن جسده في دير ربان شابور
Milad Azzi