أبينا البار ثايوفانيس المرنم الموسوم (القرن التاسع)
قديس اليوم 11 تشرين الأول (2)
ولد القديس ثايوفانيس وترعرع في العربية في أسرة امتازت بفضائل ثلاث: التقوى والضيافة ومحبة العلم. وقد وفّر له والده، هو وأخاه الأكبر ثيودوروس، فرص تلقّن ما كان معروفاً في أوساطهما من علوم دنيوية وعلم إلهي.
ثم أرسلاهما إلى دير القديس سابا في فلسطين لاستكمال معرفتهما، لاسيما في أصول الحياة الرهبانية.
فأما ثيودوروس، الذي تعيّد له الكنيسة في اليوم السابع والعشرين من شهر كانون الأول، فقد جمع، إلى التواضع والطاعة الرهبانية، علماً لاهوتياً جزيلاً حتى كان أبرز المعلّمين في زمانه.
وأما ثايوفانيس فلم ينقص عن أخيه في شيء من فضائل الحياة الرهبانية الملائكية، وهو برع، إلى ذلك، في نظم الأشعار الكنسية والترتيل. من هنا لقبه بالمرنّم أو المنشئ. وقد سيم كلا الأخوين كاهناً.
فلما أثار الإمبراطور البيزنطي لاون الأرمني (813- 820) موجة من الاضطهاد على مكرمي الأيقونات المقدّسة، شاء البطريرك توما الأورشليمي الذي كان على الأرثوذكسية وكان في مأمن من شرور الإمبراطور بعدما أضحت أورشليم في يد العرب ابتداء من العام 637م، أقول شاء أن يقارع لاون بالحجة علّه يرتّد إلى صوابه، فأرسل إليه سفارة قوامها الأخوان العالمان ثيودوروس و ثايوفانيس وأبوهما الروحي ميخائيل النائب.
حاول الإمبراطور في بادئ الأمر أن يستميل السفارة إلى حزبه. فلما تعذر عليه ذلك أسلم الأخوين إلى المعذبين، ثم نفاهما إلى أحدى جزر البحر الأسود وحظّر على أي كان أن يقدم لهما العون، حتى في ضرورات عيشهما. وقد أقام الأخوان على هذه الحال ردحاً من الزمان إلى أن ثار عبيد لاون عليه وقتلوه ليلة الميلاد من العام 821م.
وملك، بعد لاون، ميخائيل الثاني المعروف بالألثغ (821- 829م) فعرف مكرمو الأيقونات في أيامه هدنة دون أن يحسم الأمر في النزاع القائم إلى هذا الجانب أو ذاك. وقد سمحت هذه الحالة للأخوين أن يعودا إلى القسطنطينية حيث أخذا ينشران بهمة واندفاع ما علّمه المجمع النيقاوي الثاني (787م) بشأن إكرام الأيقونات. لكن حسد بطريرك القسطنطينية الهرطوقي آنذاك، واسمه يوحنا، أعادهما إلى المنفى من جديد.
وما أن ارتقى سدّة العرش ثيوفيلوس، ابن ميخائيل، حتى اشتدت قبضة الاضطهاد من جديد، وعلى حدّة تفوق ما كانت عليه في السابق.
فأرسل في طلب الأخوين ثيودوروس و ثايوفانيس من المنفى وحاول أن يكسبهما إلى معسكره.
فلما لم يفلح عذبهما بوحشية وأمر بوسمهما على الجبهة، فخطّت بوخز الإبر والنار أبيات من الشعر على جبهة كل منهما تبيّن أسباب العقوبة الموقعة به.
بعد ذلك أعادهما إلى المنفى، ولكنه أرسلهما، هذه المرة، إلى أفاميا في بيثينيا. وفي أفاميا أسلم ثيودوروس الروح بعدما طعن في السن وقضى خمساً وعشرين سنة في الاضطهاد.
أما ثايوفانيس فكان ما يزال بعد قويّ البنية، فبقي في المنفى إلى أن مات ثيوفيلوس الإمبراطور سنة 842م. وقد كان موت ثيوفيلوس إيذاناً بانتهاء سلسلة الحملات المتقطعة على مكرمي الأيقونات، منذ العام 726م.
ثم أن ثايوفانيس اختير أسقفاً على مدينة نيقية فأقام راعياً لشعبها إلى أن رقد بسلام في الرب عام 847 للميلاد.
هذا وقد كتب ثايوفانيس خلال فترة اضطهاده ما لا يقل عن مئة وخمسة وأربعين قانوناً ما يزال الكثير منها يرتل إلى اليوم، لا سيما في الأعياد السيدية والقدّيسين.
طروبارية لأبينا البار ثايوفانيس المرنم الموسوم باللحن الثامن
ظهرتَ أيها اللاهج بالله ثاوفانس، مرشداً إلى الإيمان المستقيم، ومعلماً لحسن العبادة والنقاوة، يا كوكب المسكونة وجمال رؤساءِ الكهنة الحكيم، وبتعاليمك أنرت الكل يا معزفة الروح، فتشفع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.
قنداق لأبينا البار ثايوفانيس المرنم الموسوم باللحن الرابع
أيها البار ثيوفانس لقد ظهرت للكنيسة كشمس ثانية منيراً إياها بروق عقائدك بما أنك خادم ذبيحة المسيح إلهنا
Milad Azzi