الإنجيل لأحد لوقا الرابع - ١٤ تشرين الأول ٢٠١٨
فَصْلٌ شَريفٌ مِنْ بِشارَةِ القِدّيسِ لوقا الإنْجيلِيِّ البشيرِ والتّلميذِ الطاهِر
قالَ الرَّبُّ هَذا المَثَل: خَرَجَ الزارِعُ ليزرَعَ زرْعَهُ* وفيما هو يزرَعُ سَقَطَ بَعْضٌ على الطريقِ، فوُطِئَ وأَكَلَتْهُ طُيورُ السماءِ* والبَعْضُ سَقَطَ على الصَّخْرِ، فَلَمَّا نَبَتَ يَبِسَ لأنَّهُ لَمْ تَكُنْ لَهُ رُطوبَةٌ* وبَعْضٌ سَقَطَ بينَ الشَّوْكِ، فَنَبَتَ الشَّوْكُ مَعَهُ فَخَنَقَهُ* وبَعْضٌ سَقَطَ في الأرضِ الصالِحَةِ، فَلَمّا نَبَتَ أَثْمَرَ مائَةَ ضِعْفٍ* فَسَأَلَهُ تلاميذُهُ ما عَسى أَنْ يَكونَ هذا الْمَثَلُ*
فَقالَ: لَكُمْ قدْ أُعطِيَ أنْ تَعْرِفُوا أَسْرارَ مَلَكوتِ الله، وأَمَّا الباقُونَ فَبِأَمْثالٍ لِكَيْ لا ينظُرُوا وهُمْ ناظِرونَ، ولا يَفْهَمُوا وهُمْ سامِعُون* وهَذا هُوَ المَثَل: الزَّرْعُ هُوَ كَلِمَةُ الله*
والذينَ على الطَّريقِ هُمُ الذينَ يَسْمَعونَ، ثُمَّ يَأْتي إبليسُ ويَنْزِعُ الكَلِمَةَ مِنْ قُلوبِهِمْ لِئَلّا يُؤمِنوا فَيَخْلُصُوا* والذينَ عَلى الصَّخْرِ هُمُ الذينَ يَسْمَعونَ الكَلِمَةَ ويَقْبَلونَها بِفَرَحٍ، ولَكنْ لَيْسَ لَهُمْ أَصْلٌ، وإنَّما يُؤمِنونَ إلى حينٍ، وفي وَقْتِ التَّجْرِبَةِ يَرْتَدُّون*
والذي سَقَطَ في الشَّوكِ، هُمُ الذينَ يَسْمَعونَ ثُمَّ يَذْهَبونَ فَيَخْتَنِقونَ بِهُمومِ هَذِهِ الحَياةِ وغِناها وَمَلَذّاتِها، فَلا يَأْتونَ بِثَمَرٍ* وأمَّا الذي سَقَطَ في الأَرْضِ الجَيِّدَةِ، فَهُمُ الذينَ يَسْمَعونَ الكَلِمَةَ فَيَحْفَظونَها في قَلْبٍ جَيِّدٍ صالِحٍ، ويُثْمِرونَ بالصبْرِ
ولَمّا قالَ هَذا نادَى: مَنْ لَهُ أُذُنانِ للْسَمَعِ فلْيَسْمَع
المَجْدُ لَكَ يا ربُّ المَجْدُ لَكَ
Milad Azzi